المولد والنشأة

ولد الشيخ محمد علي كمالي عام 1343هـ الموافق 1925م في محافظة قنا بصعيد جمهورية مصر العربية من أسرة عريقة ينتهي نسبها إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم عن طريق السيد عبد الرحيم القنائي بن أحمد بن حجون كما تدل الوثائق القديمة والجديدة بذلك وأحدثها كتاب شخصيات من الأشراف للسيد أحمد الجارد.  والده الشيخ السيد علي محمد كمالي من أعيان قنا ومشايخها ومؤرخيها.

رحلته في طلب العلم :

حفظ الشيخ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة ثم التحق بالأزهر الشريف وتخرج من كلية أصول الدين . وكان حريصا على طلب العلم الشرعي طوال حياته ، فتلقى العلم على أيدي عدد كبير من العلماء والمشايخ ومن مشايخه فضيلة الشيخ عبد المنعم النمر وزير الأوقاف الأسبق والشيخ أحمد الرضيوي والشيخ مبارك العجل رحمهم الله جميعاً.

 عمل بالتربية والتعليم معلماً ثم موجهاً تربوياً ثم مديراً للتعليم الإعدادي بالمحافظة ( من أبو تشت إلى إسنا ). وقد ترك الشيخ بصمات واضحة في مجال التربية والتعليم في المحافظة وتربى على يديه الآلاف من الطلاب ، وقد نهل الجميع- طلابا ومعلمين- من علمه وأخلاقه.

اشتهر والد الشيخ بإلمامه الواسع بعلم الأنساب، فما زار قنا مؤرخ إلا والتقى بالشيخ علي كمالي ونقل عنه حتى أنه دل على قبر الشيخ المفضل السقاط التيجاني وسجل ذلك على مقامه (رضي الله عنه). كما أن أمه هي السيدة الفاضلة كماله بنت محمد مصطفى كمالي الملقبة (بأم الأرحام) من شدة وصلها وتعلقها بأقاربها وأرحامها خاصة (آل النقيب زارع، كمالي، بقا و آل الخطيب والجالس وغيرهم).

مسيرة الدعوة في حياته:

 تميز الشيخ بحبه للعمل الدعوي والخيري ونذر جزءا كبيرا من وقته للدعوة والتربية والإصلاح بين الناس فخطب الجمع وأم الناس بالصلاة في معظم مساجد قنا وكانت أول خطبة جمعة له عام 1941م وكان سنه 16عاماً في مسجد آل كمالي المسمى ( أبي سلمى ) حالياً بحي تقسيم النقيب الذي ولد وتربى فيه وكانت معظم بيوته وعقاراته ملك والده الشيخ علي كمالي بما فيها كتًاب وضريح الشيخ عامر ( رضي الله عنه ). القائم إلى اليوم وكذلك بوابة آل كمالي ومنزلهم الذي تبرع به قبل عدة سنوات لمسجد الشيخ عمروس ( رضي الله عنه ). وكذلك خطب الجمع في مسجد جده السيد عبد الرحيم القنائي ومسجد السيد عبد الله القرشي ( رضي الله عنهما ) ومسجد الوحدة العربية ومسجد الإخلاص وغيرها من مساجد قنا. كما خطب في المحافل والمناسبات الدينية وكانت مديرية الأوقاف بقنا تستضيفه في معظم المناسبات الدينية والاجتماعية خطيباً ومربياً وواعظاً. 

الأسرة المباركة:

 تزوج من كريمة الشيخ قرشي أبو بكر عالم المواريث بقنا رحمه الله تعالى ورزقه الله بخمسة من الأبناء هم السيد محمد بن محمد كمالي  والذي يقيم بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1412 هـ الموافق عام 1992 م ، والسيد أحمد بن محمد كمالي ، والسيد محمود بن محمد كمالي و يقيمان بقنا بمنزل العائلة .

 

 وكذلك السيدة سامية وتقيم بالغردقة مع زوجها وأولادها المهندس محمد حسن الشاذلي والمهندس أحمد والدكتورة ياسمين، وكذلك السيدة الدكتورة نادية محمد كمالي وتقيم بالأقصر مع زوجها وأولادها الدكتور أحمد حجاج سعد الدين والمهندس محمد حجاج والدكتورة شروق.

 من مناقب الشيخ :

  اشتهر الشيخ بسلامة الصدر ونقاء السريرة والحلم وسعة العلم ولين الجانب وحسن العشرة وسخاء اليد وصلة الرحم وقد قال أحد الشعراء مادحاً:

وذاكم أخو العلياء. سمـح                كريم في الطبائع والخصال

نديًُ الكفً معطاء وصــــــول            يجــود بكــل مـــدخــــر وغالـــي

يقول الحق لا يخشى عتاباً               كليـــــث الغــاب يزأر لا يبالـي

شــريف زاده الإيــمـــان عــزاً           كــــــتـــــاج زانه حسنــــــاً لآلــي

وهل نسـب التقـى والآل إلا              جلال من جمال في (كمالي)

 

وقد بنى أحد الجيران منزلاً على أرض اشتراها من الشيخ أنشد قصيدة قال فيها مادحاً حسن الجوار:

يجاوره الكمـــالي من قريب                  ويكسوه بالمهابة والجلال

وشيــخ في شـبيبته تباهــــــى                 بذقن قد تطاول والخلال

يحــب الدين والأخلاق فهو                 ينال الأجر يسعى للكمال

وإذا زرت العرين وجدت ليثاً                وأعنيه بأحمد آل كمالي